القائمة الرئيسية

الصفحات

فضائل العشر من ذي الحجة والأعمال المستحبة فيها

 فضل الأيام العشر من ذي الحجة وأهميتها في الإسلام


للأيام العشرة الأوائل من ذي الحجة فضائل عظيمة فهي تختلف في مكانتها عن سائر أيام السنة كونها وقعت في شهر معظم وهو شهر ذي الحجة آخر شهر من السنة الهجرية وأحد الأشهر الحرم وهو شهر تؤدى فيه شعيرة عظيمة وهي الركن الخامس من أركان الإسلام ألا وهي شعيرة الحج .  

عشر ذي الحجة

فضل العشر الأوائل من ذي الحجة

عشر ذي الحجة هي أيام استثنائية غير عادية فهي أيام تحمل البركة، فالفضل فيها أعظم من أي عمل والجزاء فيها أعلى وأرفع درجة .
 في هذا المقال، سنتعرف على فضل الأيام العشر من ذي الحجة، ونعرض الأعمال المستحبة في هذه الأيام، فضلاً عن أهمية يوم عرفة وأثر الحج فيها.

متى تكون الأيام العشرة من ذي الحجة ؟

هي الأيام العشرة الأولى من شهر ذي الحجة وهو آخر شهر في السنة الهجرية ، تميزت بأفضلية خاصة دون بقية أيام السنة على الإطلاق ، لذلك يجتهد المسلمون فيها بالعبادة والعمل الصالح وكثرة الذكر تقربا إلى الله تعالى  ، كما يأتي ضمن هذه الأيام المباركة يوم عرفة وهو من أحد أفضل الأيام عند المسلمين.  ويبدأ تعدادها الأول من اليوم الذي يلي آخر يوم من شهر ذو القعدة، وتنتهي في اليوم العاشر من ذي الحجة، وهو يوم عيد الأضحى.
أما عن كيفية تحديد بداية ونهاية الأيام العشر، فبداية شهر ذي الحجة تعتمد على رؤية الهلال، حيث:
  • إذا تمت رؤية الهلال في الـ 29 من شهر ذو القعدة، فإن اليوم التالي هو اليوم الأول من ذو الحجة.
  • إذا لم يُرَ الهلال، فإن اليوم التالي سيكون مكملًا لشهر ذو القعدة، ويبدأ شهر ذو الحجة في اليوم الذي يليه.

فضل الأيام العشر من ذي الحجة 

إن من فضل الله تعالى على هذه الأمة الإسلامية أن جعل لها مواسم للطاعة ، ومن هذه المواسم الفاضلة عشر ذي الحجة التي نص على مكانتها العالية حتى أنها كانت أعظم من أيام رمضان وقال العلماء هي أعظم من أيام العشر الأواخر من رمضان  حتى أن الله أقسم بها في القرآن الكريم في سورة الفجر وقال النبي صلى الله عليه وسلم " ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام أي العشر الأوائل من ذي الحجة ، قالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال ولا الجهاد في سبيل الله ."  فمن فضل هذه الأيام :

  1. أيام العشر من ذي الحجة هي من الأشهر الحرم التي نص القرآن عليها عندما قال الله تعالى «إن عدة الشهور عند الله إثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم ».
  2. هذه الأيام أقسم الله عز وجل بها في القرآن الكريم فقال عز وجل «والفجر وليال عشروالشفع والوتر» ، قال ابن عباس ومجاهد هذه الليالي العشر هي عشر ذي الحجة.
  3. هذه الأيام المباركة هي الأيام التي أمرنا الله عز وجل بذكره فيها  وسماها الأيام المعلومات فقال تعالى «واذكروا اسم الله في أيام معلومات » ،ففي القرآن الكريم ذكرت أيام معلومات وأيام معدودات  في قوله « واذكروا الله في أيام معدودات » وهذه الأخيرة أي المعدودات تكون بعد الأيام المعلومات أي العشر من ذي الحجة مباشرة وهي أيام التشريق الثلاثة ( اليوم الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر ).
  4.  هذه الأيام العشرة من ذي الحجة هي بنص النبي صلى الله عليه و سلم أفضل أيام الدنيا على الإطلاق ودليل ذلك ما رواه الإمام أحمد في مسنده والبزار أن النبي صلى الله عليه و سلم قال « أفضل أيام الدنيا أيام العشر» .
  5. وعن فضل العشرالأوائل من ذي الحجة مقارنة بالعشرالأواخر من رمضان  فالعلماء أجمعوا على أفضلية أيام العشر من ذي الحجة  على أيام العشر الأواخر من رمضان كونها تشمل يوم التروية ويوم عرفة ويوم النحر ، أما عن الليالي فليالي شهر رمضان أعظم عند الله من ليالي ذو الحجة كونها تضم أعظم ليلة وهي ليلة القدر المباركة أي أن هناك فرقا بين اليوم والليلة فاليوم يكون من طلوع الفجر إلى غروب الشمس أي المغرب والليلة تكون من المغرب إلى الفجر.
  6. عبادة الله عز وجل في هذه الأيام تساوي عبادة الجهاد في سبيل الله رب العالمين ودليل ذلك ما رواه البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "ما من أيام العمل الصالح فيهن خير وأحب إلى الله من هذه العشر ، قالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء".

أفضل عشرة أعمال في العشر الأوائل من ذي الحجة

أعظم موسم للطاعات في الدنيا كلها هو موسم العشرالأوائل من ذي الحجة ، ولم ينص على تخصيص وتفضيل عمل محدد عن الآخر بل كل عمل صالح أو طاعة هي داخلة في هذا المعنى وفرصة لزيادة الأجر والتقرب إلى الله تعالى.
 ومما يليق فيها بأن يستفتح المسلم هذه الأيام العظيمة بتوبة نصوح يرجع فيها إلى الله عز وجل ويتبعها بما استطاع من الأعمال الصالحة ، ومن هذه الأعمال التي ينبغي له أن يحرص عليها ويجتهد في أداءها :
  1. التوبة الصادقةوالتوبة واجبة في كل وقت لكنها تكون أشد وجوبا في أيام الخير و البركة  وأيام الأشهر الحرم مثل أيام العشر من ذي الحجة فعلى المؤمن الراغب أن يجدد توبته لله عز وجل ويجدد إقباله عليه.
  2. المبادرة إلى الأعمال الصالحة:  فعلى المؤمن أن يغتنم فضل هذه الأيام ويستغلها في القيام بكل ما يستطيع من عمل صالح  من صيام وقيام وقراءة للقرآن وذكر لله سبحانه وتعالى ،وصلة للرحم وبر للوالدين وإخراج الصدقات وأعمال قلبية كحسن الظن بالله والدعاء و الإصلاح بين المتخاصمين ودلالة الناس على الخير ونشره بين الناس وكذا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإحسان لليتامى والأرامل والمساكين
  3. الصيام حيث يستحب صيام التسع الأولى من ذي الحجة وبخاصة يوم عرفة وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم حريصا على صيام هذه الأيام ويوم عرفة بالذات فعن أبي قتادة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والتي بعده" (رواه مسلم). 
  4. قيام الليلقيام الليل هو وسيلة عظيمة للتقوى، ويُعتبر من أقوى أنواع العبادة التي تقوي الصلة بين العبد وربه. وقد ذكر الله تعالى في القرآن الكريم أن العباد الذين يطيلون القيام في الليل هم من عباد الله المخلصين الذين يجتهدون في عبادته، مثلما في قوله تعالى: "إِنَّ نَّاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْأً وَأَقْوَمُ قِيلًا" (سورة المزمل: 6).
    وفي هذه الآية دعوة للقيام في الليل باعتباره من أعظم أنواع العبادة التي تقوي الإيمان وتزيد من خشية الله.كما أن قيام الليل في الأيام المباركة مثل العشر الأوائل من ذي الحجة لا يقل أجرًا عن قيام رمضان، وبذلك، فإن قيام الليل في هذه الأيام يساهم في مغفرة الذنوب ورفعة الدرجات عند الله تعالى، كما هو وقتٌ مبارك للدعاء والتضرع لله في الليل.
  5. الذكر: من الأعمال الموصى بها في هذه الأيام الإكثار من ذكر الله وذلك بكثرة التكبير والتهليل والتحميد: ومن صيغها "الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد".يتم التكبير من فجر يوم عرفة إلى آخر أيام التشريق، ويساهم هذا الذكر في زيادة الأجر وقبول الأعمال، ويذكر المسلم بنعمة الله وفضله.
  6. بر الوالدين وصلة الرحم: بر الوالدين وصلة الرحم من أعظم الأعمال التي يمكن أن يؤديها المسلم في هذه الأيام، ففي العشر الأوائل من ذي الحجة، يمكن للمسلم أن يُظهر تقديره وحبّه لوالديه عبر أفعال متنوعة، مثل: الاعتناء بهما، و الاعتذار عن التقصير إن كان المسلم قد أخطأ في حق والديه أو قصر في برهما، والدعاء لهما فالدعاء للوالدين بالرحمة والمغفرة عمل عظيم ، خصوصًا في الأيام التي تتضاعف فيها الأعمال الصالحة مثل العشر من ذي الحجة، بالإضافة إلى القيام بخدمتهما. أيضا العشر الأوائل من ذي الحجة تمثل فرصة ذهبية للمواظبة على صلة الرحم، حيث يكون المسلم في حالة من النشاط الروحي والعبادة تعطي له  فرصة  لإظهار تقديره وحبه لأسرته وأقاربه، ولتعزيز الروابط الأسرية والاجتماعية.
  7. الصدقةللصدقة في الأيام العشر من ذي الحجة  فضائل عظيمة، وهي من أقرب الأعمال إلى الله تعالى. و المسلم مدعو لإخراج الصدقات والإحسان إلى الفقراء والمحتاجين في هذه الأيام المباركة، لأنها فرصة للزيادة في الأجر، وزيادة البركة في المال.
  8. الأضحية : وهي سنة مؤكدة في يوم عيد الأضحى، وهي تعتبر من أعظم الأعمال التي يمكن للمسلم أن يقوم بها في هذه الأيام. وقد ورد في فضل الأضحية عن النبي صلى الله عليه وسلم  أنه قال: "من وجد سعةً ولم يضحِ فلا يقربن مُصَلَّانا" (رواه أحمد). كما تعتبر الأضحية من وسائل شكر الله على النعمة، وتوزيع اللحوم على الفقراء والمحتاجين يُعتبر من أعظم الأعمال التي تقرب المسلم إلى الله. مع مراعاة  شروطها حيث يجب أن تكون الأضحية من بهيمة الأنعام (الإبل، البقر، الغنم) وأن تكون خالية من العيوب. ويجب أن تُذبح في الوقت المحدد لها بعد صلاة عيد الأضحى.
  9. الدعاء والاستغفار:الدعاء في هذه الأيام له فضيلة خاصة، فقد ورد في الأحاديث أن الدعاء مستجاب في هذه الأيام. كما أن الاستغفار أيضًا من الأعمال التي ينبغي للمسلم الإكثار منها، خاصة في هذه الأيام التي يغفر الله فيها ذنوب عباده.
  10. الثبات على الطاعة بعد العشر من ذي الحجة القيام بالطاعة في العشر من ذي الحجة يعبّر عن رغبة المؤمن في التقرب إلى الله وإحسان العبادة. لكن قد تكون الأيام التي تليها اختبارًا لصدق الالتزام، حيث يتعرض المسلم لأوقات من الفتور والكسل بسبب الانشغال بالدنيا. وقد جاء في القرآن الكريم دعوة للمؤمنين للاستمرار في الأعمال الصالحة وعدم الإخلاد إلى الراحة، كما قال تعالى:"وَاعَبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ" (سورة الحجر: 99). أي أن العبادة مستمرة حتى يلقى الإنسان ربه، وهي دعوة لأن لا يتوقف المؤمن عن الطاعة بمجرد انتهاء المواسم الروحية، بل أن يستمر في عبادة الله دائمًا.
والعمل في هذه الأيام أفضل منه في غيرها من أجل أن يغتنمها المسلمون بالأعمال الصالحة وهذا يدل على لطف الله بعباده ورفقه بهم فأتاح لهم التنويع فيها وأن يفعلوا منها ما يسهل عليهم.


فمن كمال رحمة الله بنا أن جعل لنا مواسم للطاعة ، نتنافس فيها ونتسابق إلى فعل الخير وفي ذلك فليتنافس المتنافسون، فالأيام العشر من ذي الحجة هي من أوقات البركة والخير، وهي فرصة للمسلمين لزيادة أعمالهم الصالحة والتقرب إلى الله. ينبغي على المسلم أن يستثمر هذه الأيام في العبادة، والدعاء، والصدقة، والتوبة، وأن يحرص على أداء الأعمال التي يحبها الله ويجعلها سببًا في مغفرة ذنوبه. كما أن يوم عرفة هو يوم الرحمة والمغفرة، فلا ينبغي للإنسان أن يضيع هذه الفرصة. وفي الختام، نسأل الله أن يوفقنا جميعًا لصيام هذه الأيام، وأن يجعلها أيامًا مباركة علينا، وأن يتقبل منا جميعًا أعمالنا.



أنظ أيضا:


تعليقات