القائمة الرئيسية

الصفحات

مقالة قيمة الفرضية باك 2024 جميع الشعب

 مقالة قيمة الفرضية باك 2024 جميع الشعب


مقال جدلي حول قيمة الفرضية  


مقالة قيمة الفرضية في التجربة وهل الفرضية ركن أساسي في عملية التجريب لكل الشعب ، وذلك في إطار التحضيرات النهائية لإمتحان شهادة البكالوريا دورة جوان 2024 والتي ستمتد طيلة خمسة أيام في الأسبوع .
مقالة بطريقة الجدل مكتوبة بالتفصيل حول أهمية الفرضية جاهزة للحفظ مباشرة ، فتابعوا معنا المقال الذي قدمناه لكم هنا كاملا بالتفصيل زيادة على المقالات المقترحة والمرشحة بقوة هذا العام .
مقالة 

الموضوع 

مقال جدلي حول أهمية الفرضية  في العمل التجريبي

نص السؤال 

هل يمكن الإستغناء عن الفرضية في بناء الحقيقة العلمية ؟  حلل وناقش

عناصر المقال

مقدمة

إن الظواهر التي يشاهدها العالم سواء في عالم الملاحظة الكبير أو في معمل الأبحاث الخاصة به ، تثير في ذهنه ونفسيته العديد من الأفكار والتصورات المختلفة و هذا ما ندعوه بالفرضية ، هذه الأخيرة  التي تعتبر مرحلة أو خطوة من خطوات المنهج التجريبي . هذه المرحلة التي أثارت جدالا ونقاشا واسعا بين الفلاسفة والعلماء حول أهميتها بين قائل بعدم جدوى هذه المرحلة ، وبين مؤكد على ضرورة الإستعانة بها كخطوة فعالة في بناء الحقيقة العلمية.  هذا ما يدفعنا للتساؤل عن كيفية حل هذا التناقض ، أو بعبارة أخرى هل يمكن الإستغناء عن الفكرة ( الفرضية ) في بناء الحقيقة العلمية باستغلال المنهج التجريبي أم لا ؟

أنصار الموقف الأول

يرى أنصار الموقف الأول بأن بناء الحقيقة العلمية لا يحتاج إلى الفرضية ، وقد اعتمدوا في ذلك على عدة حجج أهمها :
 أن العالم لا يعتمد على ذاتيته في تفسير الظواهر وكذا الوضعيات ، فهو يفسرها تفسيرا واقعيا بأسبابها المادية وليس تفسيرا ميتافيزيقيا ، لذا فالمنهج التجريبي يتصف بالموضوعية بعيدا عن الشخصية الذاتية ، كما أن العالم يؤمن بوجود شروط تؤدي إلى حدوث هذه الظواهر ، وبمعرفة هذه الشروط ، يستطيع التنبؤ بها مستقبلا .
كما يرى هؤلاء الفلاسفة التجريبيون ومن بينهم جون ستوارت ميل ، نيوتن ، ماجندي ، فرانسيس بيكون وكذا دافيد هيوم بأنه يمكن الإستغناء عن هذه الخطوة ، لأن العالم لا يحتاج إلى وضع فروض أثناء التجريب . وينصح بيكون  العالم بأن لا يرتبط بالأفكار ولا يضعها ، لأنها لا توصله إلى القانون العلمي الذي لن يتوصل إليه إلا بعد التجريب ، لذلك نجد نيوتن يقول « إنني لا أكون فروضا » ومعنى ذلك أنه يرفض مرحلة إصطناع الأفكار الميتافيزيقية الخرافية في المنهج التجريبي .
 وقد أكد هؤلاء على موقفهم الرافض للفرضية باعتبارها حكم مسبق يعتمد عليه العقل لكن لا صلة له بالواقع المادي ، يقول جوبلو           « الفرضية قفزة نحو المجهول » ، ولقد أكد ميل على أنه يمكن التخلي عن الفرضية وذلك من خلال قواعد ومبادئ المنهج التجريبي التي وصفها وكان قد اقتبسها من فرانسيس بيكون والمتمثلة في : قاعدة التلازم في الحضور ، و التلازم في الغياب ، يقول ميل « إن التجربة تغني الباحث عن كل فرضيات العالم » .

نقد أنصار الموقف الأول

صحيح ما تطرق إليه أصحاب هذا الموقف بأن الفرضية تبعد الباحث عن الموضوعية ، وتكون في كثير من الأحيان ميتافيزيقية خرافية و لا يمكن التأكد منها في الواقع ، إلا أن أصحاب هذا الموقف قد أنكروا أن يكون للعقل الصدارة في إعداد المعرفة العلمية ، فالواقع يثبت أن العقل توصل إلى إكتشاف الكثير من العلاقات التي تربط بين الظواهر والتي كنا نجهلها ، لتصبح بذلك الفرضية خطوة أساسية للوصول الى الحقيقة ، ومرحلة مهمة من مراحل المنهج التجريبي لضبط القوانين العلمية .

أنصار الموقف الثاني

يرى أصحاب الموقف الثاني بأن للفرضية دور كبير وفعال ولا يمكن الإستغناء عنها ، فهي الموجه و المؤطر في عملية البحث والتجريب ، ودليل أصحاب هذا الموقف أن التفكير العلمي لم يعد يهمه إكتشاف  العلل والأسباب بقدر ما يهمه إكتشاف العلاقات الثابتة بين الظواهر  وهذا من وظيفة العقل وحده ، لذلك فدور الفكر يكمن في تخيل ما لا يظهر لنا بشكل محسوس ، فنحن مثلا لا ندرك دوران الأرض إدراكا مباشرا بشكل ملموس أو محسوس لكننا نتصور حدوثها ، فغاية الفرضية ليس فقط في كونها تجعلنا نقيم تجارب جديدة ، بل في كونها تجعلنا نكتشف في أغلب الأحيان أشياء جديدة ، وعلاقات كانت مجهولة لهذا ، فهي مصدر القوانين العلمية .
يقول كلود برنارد في وجهة النظر هذه «  ينبغي بالضرورة أن نقوم بالتجريب مع وجود فكرة مكونة من قبل ، إن عقل صاحب التجريب ينبغي أن يكون فعالا ، أعني أنه ينبغي علينا أن نستجوب الطبيعة وأن نوجه إليها الأسئلة في كل اتجاه ، وفقا لمختلف الفروض التي تمر بذهنه » .
كما يرى أنصار هذا الموقف بأن الفرضية عبارة عن تفسير وحل عقلي مؤقت لحوادث الطبيعة ، وعن طريقها يتعرف الباحث على أسبابها ، إذا فهي تكامل بين ما هو عقلي وبين ما هو واقعي ، وفي هذا الصدد يقول كلود برنارد « الفرضية هي مبدأ كل استدلال ومصدر كل اختراع » ، ويقول  « إن الفرض هو نقطة انطلاق كل استدلال تجريبي » ، وقد أكدوا على موقفهم هذا بدليل أن مختلف النظريات العلمية كانت عبارة عن فرضيات ، يقول برنارد « ينبغي أن نطلق العنان للخيال،  فالفكرة  هي مبدأ كل برهنة وكل اختراع ، و إليها ترجع كل مبادرة » ، كما أتى أوغست كونت بحجة أخرى ألا وهي تأكيده بأن القانون العلمي هو الذي يقود الباحث إلى الحقيقة العلمية ، لأن الصياغة القانونية هي نتيجة وتلخيص للخطوات العلمية للمنهج التجريبي والنسق الإستقرائي ، وبالتالي الإثبات اليقيني لمشروع الإفتراض الذي يتحول إلى حقيقة علمية ، فيختفي الفرض ويظهر القانون ليعبر عن علاقات ثابتة وضرورية بين الظواهر تعبيرا رياضيا كميا ، بدليل أنه عبارة عن معادلات رياضية يبتكرها العقل ، فالوظيفة الأساسية للفرض تتبلور في ربط الظواهر ببعضها البعض من خلال العلاقات التي تقوم بينها ، وصولا إلى نظرية عامة أو مجموعة قوانين تجريبية تعبر عن العلاقات الثابتة بين الظواهر ، مثل قانون " سرعة الضوء تساوي 300,000 كلم في الثانية " . ويسانده كلود برنارد بقوله « إن الملاحظة توحي بالفكرة ، والفكرة تقود إلى التجربة وتوجهها ، والتجربة تحكم على الفكرة»  
  بالإضافة إلى هؤلاء نجد هنري بوانكاريه الذي هو الآخر يؤكد على أهمية الفرضية في تقدم العلوم وينتقد العبارة المشهورة لنيوتن « أنا لا أستطيع أن أكون فروضا » ، فيقول هنري له « لا علم بغير فروض » ، وهذا لا يدل إلا على شيء واحد ألا وهو أهمية الفرضية ، ويقول كذلك « إن الملاحظة والتجربة لا تكفيان لإنشاء العلم ، فمن يقتصر عليهما يجهل صفة العلم الأساسية » .

نقد أنصار الموقف الثاني

لقد وفق أصحاب هذا الموقف في تأكيدهم على فكرة عدم الإستغناء عن الفرضية ، وذلك من خلال المسلمات والحجج التي قدمت من طرفهم ، إلا أن الخيال المفرط يؤدي إلى الأوهام والميتافيزيقا والخروج عن قواعد المعرفة العلمية الصحيحة ، وبالتالي الإبتعاد عن الحقيقة ، ثم إن الفكرة تكون شخصية ذاتية ، فإذا اعتمد عليها الباحث فإنها تؤدي إلى غياب الموضوعية ، وبالتالي تتصف نتائجه بالشك والإحتمال ، يقول ماجندي « أترك عباءتك وخيالك عند باب المخبر » ، ويقول كلود برنارد « خير للمرء أن يكون جاهلا لا يعرف شيئا ، من أن يكون بذهنه أفكار تلازمه وتستبد به » .

التركيب 

بالرغم من الجدل القائم بين المفكرين والفلاسفة حول أهمية الفرضية في بناء الحقيقة العلمية ، إلا أن هناك تكامل بين الأحكام العقلية والخطوات الإستقرائية الأخرى القائمة على التجربة العلمية ، فهذا كلود برنارد مثلا يقدم لنا مثالا عن العالم فرانسوا هوبر الذي كان يتصور الحلول ويقيم الفرضيات ويطلب من خادمه أن يطبقها في التجربة ، فهوبير كان العقل الموجه ، أما الخادم فيمثل الحواس السلبية التي تطبع العقل لتحقيق التجربة المقامة من أجل فكرة مسبقة التكوين ، بمعنى أن هناك تكامل بين دور الفرضية والحواس ، فهما اللذان يوجهان العمل التجريبي . لكن في بعض الأحيان ، يمكن الإستغناء عن الفرضية إن كانت ميتافيزيقيه وهمية لا يمكن التأكد منها .

الخاتمة 


في الأخير وبعد هذا التحليل يمكن القول أن الفرضيات تعتبر الإطار العقلي الذي يجب أن يسير عليه الباحث أثناء بحثه ، لأنها تعبر عن إبداعاته وسعو خياله . فالفرضية في غالب الأحيان لا يمكن الإستغناء عنها في بناء الحقيقة العلمية نظرا لدورها بالغ الأهمية الذي تلعبه ، ونظرا للمكانة التي تحتلها في المنهج الإستقرائي .


كانت هذه مقالة عن الفرضية و أهميتها في الوسط العلمي مكتوبة بالتفصيل لتلاميذ البكالوريا ، نتمنى أن يستفيد منها أكبر عدد ممكن من تلاميذ الثانوية المقبلين على الإمتحانات الرسمية دورة جوان 2024

مقالات أخرى قد تعجبكم :

تعليقات