القائمة الرئيسية

الصفحات

يوم عاشوراء

الاحكام المتعلقة بيوم عاشوراء

يصادف اليوم العاشر من محرم من كل عام هجري عند المسلمين يوم عاشوراء. وهو يوم له فضل عظيم  وشان كبير  فقد ارتبطت احداثه بقصة سيدنا موسى عليه السلام مع الطاغية فرعون وكيف نجاه الله من كيده واهلك عدوه . فهو يوم مميز بالنسبة للمسلمين جميعا يعبرون فيه عن سعادتهم بالصيام والتذكير بالعبر والفضائل المرتبطة بهذا اليوم .

قصة يوم عاشوراء

يوم عاشوراء ،هو يوم رحمة ،ونجاة وفرج  للمسلمين جميعا ،هو اليوم الذي وقعت فيه الحادثة العظيمة والقصة المشهورة من سيرة نبي الله موسى عليه السلام.
بدأت القصة برؤية رآها فرعون في المنام حول  هلاك ملكه وذهاب سلطانه ،فعرض هذه الرؤيا على المقربين منه ففسرها له أحد الكهنة ممن عنده واخبره بأن هلاك ملكه سيكون على يد غلام من بني اسرائيل.
فقام فرعون وأمر جنوده بقتل كل الذكور الذين يولدون في بني إسرائيل ،  لكن الأقباط (أهل مصر) أخبروه بأنه لو فعل ذلك  سينفذ وينتهي الرجال من بني اسرائيل ولن يجدوا بعد ذلك من يخدمهم ،واخبروه بان يقتل عاما ويترك عاما . ففي العام الذي ترك فيه القتل ولد هارون عليه السلام أخو موسى عليه السلام وفي العام الذي كان يقتل فيه ولد سيدنا موسى عليه السلام.
وخوفا عليه كانت أمه تضعه في تابوت على النهر مربوط بخيط وفي يوم فلت منها الخيط ومشى التابوت مع نهر النيل الى ان وصل الى قصر فرعون واستقبلته زوجته آسيا ،لتقرر بعد ذلك ان تتخذه لها وليدا لتبدأ قصة سيدنا موسى عليه السلام مع فرعون  وأحداثها معروفة من حادثة القتل ،الى خروجه عليه السلام إلى مدين وهناك حدثت قصته مع المراتين اللتين تسقيان الغنم وانه تزوج احداهما وكان مهرها أنه يسقي الغنم ويرعاها لهم مدة عشر سنين.
بعدها بعث النبي موسى عليه السلام نبيا وواحدا من اولي العزم من الرسل وأمره الله عزوجل أن يذهب برسالته الى فرعون ويدعوه الى الايمان بالله وحده فكان ذلك ، لكن فرعون أبى و استكبر وأنكر دعوة سيدنا موسى عليه السلام بل وصل به الحال الى ادعاء الالوهية وانه رب هذا الكون.
ثم طلب موسى عليه السلام من فرعون ان يترك له بني اسرائيل لكن فرعون رفض ذلك ، فلما جن الليل جاءه أمر من الله تعالى بأن يخرج مع قومه ويهربوا من تلك البلاد فكان ذلك ،فقد خرج نبي الله موسى من مصر ، مع عدد كبير من قومه المؤمنين به.
حين وصل قوم موسى البحر  كان البحر امامهم وفرعون وجنوده خلفهم قد ادركوا خروجه مع قومه ففزع القوم من بني اسرائيل وقالوا لموسى بان فرعون قد ادركهم فالى أين المفرلكنه طمأنهم بان الله لن يتركهم ، وفعلا أمر الله موسى ان يضرب بعصاه البحر لتنفلج وتنفرج منه 12 طريقا في البحر  سار عليها بنو اسرائيل ونجوا من بطش فرعون الى الشاطئ الآخر.
اما هذا المتجبر ،فحينما دخل البحر خلفهم هو وجنوده ،أمر الله البحر ان ينطبق ثانية فعادت امواج البحر الى الارتفاع والانطباق ثانية  واغرقت معها فرعون ومن معه من الجنود
اما  بنوا اسرائيل ممن كانوا مع موسى أرادوا الاطمئان بأن ذلك الطاغية قد هلك حقا وطلبوا من موسى ان يدعوا الله  ليريهم جثة فرعون.
فدعا موسى الله تعالى فاستجيب له  ،فلفظ البحر جثته وأراهم إياها لتكون عبرة للناس كافة الى يومنا هذا.
فالله عزوجل نجى موسى عليه السلام ،ونجى بني إسرائيل في ذلك اليوم ،فصام موسى عليه السلام في ذلك اليوم بعد نجاته هو وقومه شكرا لله تعالى  ولذلك كان صيام يوم عاشوراء فرحا وشكرا لله تعالى على نجاة موسى ومن معه .
 ونحن كمسلمين نفرح لما فرح له جميع الانبياء و الرسل ونحزن إذا كان غير ذلك، فنحن نصوم يوم عاشوراء وننتظر الفرج والرحمة والفرح من الله تعالى، ونخالف اليهود بأن نزيد يوما قبليا او يوما بعديا

حقيقة يوم عاشوراء والغرض منها

قال الله عز وجل في كتابه الكريم فيما يذكر فيه الأيام والليالي، أخبر عز وجل أنه بعث سيدنا موسى بالآيات البينات وقال في الآية الكريمة
" أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور وذكرهم بأيام الله إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور "
جاء في صحيح مسلم ما يفسر معنى أيام الله ، فالنبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن موسى قام خطيبا في بني إسرائيل يذكرهم بأيام الله ، قال عليه السلام " وأيام الله نعماؤه وبلاؤه"
والله عز زوجل يقول في مدح ذاته العليا " كل يوم هو في شأن"
الله عز وجل على الظالمين نعمة وعلى الفجار نقمة  ، فالتذكير بأيام الله هدفه أن يذكر العبد إخوته بما كان من نقم الله  وعذابه على من عصى وتجبر ،ويذكرهم برحمة الله لمن أطاع وشكر ، وهو المعنى المرغوب من قوله تعالى " وذكرهم بأيام الله" ، أي بالوعد والوعيد والترغيب والترهيب
مما يندرج في قول الله تعالى لموسى و " وذكرهم بأيام الله " ، ما هو معلوم أن موسى عليه السلام قد نجاه الله هو ومن معه من الملأ من بني إسرائيل كان ذلك في يوم عاشوراء في اليوم العاشر من محرم حيث نجاهم من فرعون وأغرق فرعون ومن معه
فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة المنورة ، ووجد اليهود يصومون ذلك اليوم تعظيما لنجاة  موسى عليه السلام   اخذ على نفسه وعلى الأمة الاسلامية أن تكون لهم الأولوية على موسى من اليهود فصام ذلك  اليوم وندب الناس إلى صيامه.
فهذا من التذكير بأيام الله ، فيوم عاشوراء  بيان لرحمة الله على  نبي الله موسى عليه السلام ومن معه بأن نجاهم من فرعون  وتذكير بقدرة الله على إهلاك الطغاة والمفسدين كمثل ثمود وقوم عاد والمشركين من قبلهم ومن بعدهم.

فضل صيام يوم عاشوراء/ فضائل يوم عاشوراء

1- هو دعوة إلى إتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم


شهر الله المحرم أيامه كلها مباركة ،وقد اختص اليوم العاشر من محرم وهو يوم عاشوراء بالفضل الجزيل  فقد سن لنا في سنة النبي صلى الله عليه وسلم صيام هذا اليوم ،فقد ورد  في الحديث الصحيح عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال:(قدم رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - المدينة، فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: ما هذا؟ قالوا: هذا يوم صالح، نجّى الله فيه موسى وبني إسرائيل من عدوّهم، فصامه موسى، فقال: فأنا أحقّ بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه) أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجه، والبيهقي
وقوله عليه الصلاة والسلام  انا احق بموسى منكم  معناه نحن الأمة الموحدة التي تعبد الله وحده لا شريك له  وتثبت لله تعالى ما أثبته لنفسه من صفات وأسماء حسنى  وأننا لا نزعم أن لله ولدا كما تزعمون أنتم أيها اليهود ،فهم يزعمون أن عزير إبن الله فنحن أولى وأحق بموسى منكم ونحن على دين موسى  وهو الذي جاء بالتوحيد وليس أنتم  ،ثم أمر النبي صلى الله عليه وسلم بصيامه كما أمر بصيام يوم قبله أوان يصام  يوم بعده لذلك من السنة أن يصام يوم عاشوراء.

2- هو تكفير للمسلم من الذنوب والمعاصي


قال عليه الصلاة والسلام " إني لأحتسب عند الله أن يكفر السنة التي  قبله" أي  صيام اليوم العاشر من محرم
وقد حرص الصحابة على صيام هذا اليوم وجعلوا يصومون صغارهم حتى اذا بكى احد منهم اعطوه اللعبة من العهن يتلهى بها حتى ياتي وقت الافطار

3- صيام يوم عاشوراء شكر لله تعالى

إن صيام هذا اليوم المبارك هو شكر لله تعالى على ما تفضل به على عباده  بأن نجى سيدنا موسى عليه السلام ومن معه من قومه من فرعون وقومه وتذكير بقدرة الله تعالى وجبروته على من تجبر وطغى وعلى في الأرض

4- فيه نيل للاجر و الثواب العظيم


هذا الشهرعموما اي شهر الله المحرم كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر الصيام فيه خاصة ايام الاثنين والخميس  فالنبي عليه الصلاة والسلام اخبر ان الاعمال تعرض على الله تعالى في يوم الاثنين والخميس قال صلى الله عليه وسلم فاحب ان يعرض عملي وانا صائم فلا شك ان اتباع الانسان المسلم للنبي صلى الله عليه وسلم في عمله ذلك له به اجر عظيم باتباعه للسنة 
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ : ( قَالَ اللَّه عَزَّ وجلَّ: كُلُّ عملِ ابْنِ آدَمَ لهُ إِلاَّ الصِّيام، فَإِنَّهُ لِي وأَنَا أَجْزِي بِهِ. والصِّيام جُنَّةٌ، فَإِذا كَانَ يوْمُ صوْمِ أَحدِكُمْ فَلاَ يرْفُثْ وَلاَ يَصْخَبْ، فَإِنْ سابَّهُ أَحدٌ أَوْ قاتَلَهُ، فَلْيقُلْ: إِنِّي صَائمٌ. والَّذِي نَفْس محَمَّدٍ بِيدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائمِ أَطْيبُ عِنْد اللَّهِ مِنْ رِيحِ المِسْكِ. للصَّائمِ فَرْحَتَانِ يفْرحُهُما: إِذا أَفْطرَ فَرِحَ بفِطْرِهِ، وإذَا لَقي ربَّهُ فرِح بِصوْمِهِ ) متفق عليه .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صام يوما في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا ''متفق عليه
و في الحديث  المتفق عليه من حديث سَهْلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ يُقَالُ أَيْنَ الصَّائِمُونَ فَيَقُومُونَ لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ ) البخاري ومسلم
فدلت هذه الاحاديث على عظم اجر الصيام وجزاء من حرص عليه وداومه  وصيام هذا الشهر الكريم وبالخصوص العاشر منه دلت الاحاديث ان الانسان ماجور عليه باذن الله تعالى

5- بيان لاهمية مخالفة اليهود في اعتقاداتهم

حيث نبه النبي صلى الله عليه وسلم لذلك بان امر بصيام يوم قبل اليوم العاشر اي اليوم التاسع او صيام يوم بعد اليوم العاشر اي اليوم الاحد عشر
جاء عنه  صلى الله عليه وآله وسلم  أنه قال فيما رواه ابن عباس  رضي الله عنهما قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ  صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  "لَئِنْ بَقِيتُ إِلَى قَابِلٍ لَأَصُومَنَّ التَّاسِعَ"
فهذه هي السنة وفيها زيادة في الاجر ومخالفة لليهود 

6- بيان لضرورة الايمان بجميع الرسل والانبياء

فتعظيم النبي صلى الله عليه وسلم لموسى عليه السلام  هو درس وتعليم لنا وموقف يدفعنا لان نعلم بان في ديننا الايمان بجميع الانبياء والرسل ينبغي ان يكون ايمانا متساويا 
كما قال الله تعالى ( كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله)
فنحن نؤمن بجميع الانبياء والمرسلين الذين بعثهم الله تعالى وانهم مرسلون من عند الله عز وجل بالهدى ودين الحق وبان يقولوا اعبدوا الله تعالى ما لكم من احد غيره فكلهم مشتركون في نفس الرسالة وهي رسالة التوحيد

مراتب صيام يوم عاشوراء

كان النبي صلى الله عليه وسلم يخص الاشهر الحرم  وهي" ذو القعدة وذو الحجة ومحرم ورجب" بالطاعات وزيادة التقرب الى الله تعالى .
ان لصيام يوم عاشوراء ثلاث مراتب معلومة يمكن للمسلم التقيد باحداها وله في كل واحدة الاجر الجزيل باذن الله تعالى
1- المرتبة الاولى
 ان تصوم اليوم التاسع والعاشر والحادي عشركلها فيكون المسلم بذلك قد ادى افضل ما يكون في عبادة الصوم في هذا الشهر المحرم
2- المرتبة الثانية
ان تصوم  اليوم التاسع والعاشراو اليوم العاشر والحادي عشر
3- المرتبة الثالثة
صيام اليوم العاشر لوحده

البدع والمخالفات التي ترتكب في يوم عاشوراء

يوم عاشوراء  هو يوم فرح و سرور ، يوم نجى الله فيه سيدنا موسى واهلك عدوه فرعون ،لكن طوائفا أخرى من الناس وهم   الشيعة  ابتدعوا في ذلك اليوم و جعلوا منه يوم حزن وكدر  وكآبة ولطم ونياحة  وسفك للدماء.
مع أن النبي صلى الله عليه و سلم  قال كما في الصحيحين " ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية"
كما أن منهم من يجعل  في ذلك  اليوم  صلاة  مخصوصة ليوم عاشوراء ،ودعاء مخصوص بيوم عاشوراء ،والطواف بالبخور على المنازل في ذلك اليوم
مع أن الله عزوجل قال في كتابه الكريم "اليوم أكملت لكن دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا"
وقال صلى الله عليه وسلم  كما في الصحيحين
من أحدث في أمرنا  هذا ما ليس منه فهو رد" أي مردود عليه
فالشيعة جعلوا من ذلك اليوم يوم حزن ونياحة لأن الحسين  رضي الله عنه ابن علي رضي الله عنه وحفيد النبي صلى الله عليه وسلم  قد  قتل في ذلك اليوم، وهذا أمر منكر لم يدع اليه أي من اهل العلم والعلماء ، لكنهم جعلوه يوما تضرب فيه أجسادهم بالسكاكين والسيوف وتراق فيه الدماء وفوق كل هذا هم  في ذلك اليوم يسبون  ويلعنون ابو بكر و عمر رضي الله عنهما وكثير من الصحابة الكرام  رضوان الله عنهم جميعا  على شكل تجمعات ومظاهرات كبيرة يخرجون فيها الى الشوارع والطرقات . 
ولا يكتفون بهذا بل يعلنون الشرك بأن يستغيثوا بالأموات بعبارات  كأن يقولوا  يا علي ، يا حسين وهذا من الجهل .
فالصحابة وآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم منزهون عما يفعله هؤلاء .
ومن اعتقاداتهم الجاهلة أن من بكى على الحسين له النور التام يوم القيامة 
فهذه الطائفة  يصدق فيها قول الله عزوجل "قل هل ننبئكم بالاخسرين أعمالا اللذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا".
فهذه بعض من البدع والمخالفات التي ترتكب في ذلك اليوم
أما نحن أهل السنة فاحتفالنا في ذلك اليوم  يكون بالصيام  والتذكير بقصة سيدنا موسى عليه السلام وما فيها من العبر والعظات واستخلاص الدروس

وفي الاخير لا يكون للانسان المسلم الا رجاء واحد وهو بان يتقبل الله منه ما تقرب به اليه من العبادات من صيام ودعاء وغيرها من الطاعات ويدعو الله عزوجل بان يكفر بها ذنوبه ويجعلها سببا لدخوله الجنة .



تعليقات